أفاقت جماهير بنفيكا من حلمها الجميل بتحقيق الثلاثية على كابوس مزعج فى نهاية هذا الموسم فقد كان الفريق على بعد خطوة واحدة من الحصول على الدورى البرتغالى والكأس المحلية والدورى الأوروبى ولكن الكابوس تحقق على مراحل متعددة .
المرحلة الأولى كانت فى يوم الحادى عشر من مايو وكان وقتها بنفيكا متصدرا للدورى البرتغالى لفترة طويلة ويلعب مباراة فى الأسبوع قبل الأخير مع بورتو الوصيف وقد كان الفريق يؤمن التعادل الذى يقربه من اللقب حتى الدقيقة 92 التى أحرز فيها لاعب بورتو كيلفين هدفا تسبب فى هزيمة بنفيكا بهدفين لهدف واقتناص بورتو لصدارة الدورى بينما يتبقى أسبوع واحد على النهاية ليتبقى لبنفيكا الأمل فى أن تحدث المعجزة وينهزم بورتو فى المباراة الختامية .
المرحلة الثانية كانت فى يوم الخامس عشر من مايو حين تسبب الهدف المتاخر الذى أحرزه لاعب تشيلسى برانيسلاف ايفانوفيتش فى جعل الفريق يعانى من هزيمة بنتيجة هدفين لهدف مرة أخرى فى نهائى الدورى الأوروبى بالرغم من السيطرة على المباراة طوال أحداث الشوط الأول فى البطولة التى قدموا فيها آداء مبهرا منذ بدايتها .
المرحلة الثالثة كانت فى يوم التاسع عشر من مايو وقت أن فاز بنفيكا بثلاثية مقابل هدف على موريرينسى فى الجولة الختامية للدورى البرتغالى ولكن كان هذا الفوز بلا فائدة حيث فاز بورتو على باكوس فيريرا بهدفين نظيفين وحصل رسميا على لقب الدورى .
المرحلة الرابعة كانت فى يوم أمس (السادس والعشرين من مايو) وقت أن تلقى بنفيكا الصفعة الأخيرة وخسر فى نهائى كأس البرتغال من فيتوريا جماريش بالرغم من تقدمه بهدف وهو التقدم الذى دام خمسين دقيقة حتى الدقيقة 80 لتأتى الأهداف المتأخرة من جديد لتزعج بنفيكا وتجعله ينهزم بنفس النتيجة التى انهزم بها من بورتو و تشيلسى .
والمحصلة النهائية هى خسارة ثلاثة ألقاب فى ظرف 15 يوما وكانت نتيجة ذلك أن زادت الخلافات والمشاكل داخل جدران النادى والتى ظهر جزء منها أمام عدسات الكاميرات حينما اشتبك اللاعب أوسكار كاردوزو مع المدرب جورج جيسوس بعد انطلاق صافرة نهاية المباراة الأخيرة .
وكان المهاجم الباراجويانى قد تم استبداله قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة حينما كانت بنفيكا متقدمة بهدف وقد لام اللاعب مدربه على الخسارة .
وقد أرجعت الصحافة البرتغالية السبب وراء هذا التراجع المفاجئ إلى ادعاءات تناقلت فى شهر فبراير الماضى قالت أن نادى بنفيكا قد تعرض للعنة ساحرة .
وكانت صحيفة ريكورد البرتغالية قد نشرت إدعاءات على لسان فرناندو نوجويرا الذى قال أنه التقى بساحرة متخصصة فى الشر فقط .
وقال المدعى : “أثار دهشتى أننى وجدت فى منزلها وعاء من الطين فيه صور لاعبى بنفيكا ومدربهم بالإضافة إلى بعض الطقوس الشيطانية ” وأضاف : “هذه الساحرة تعمل على ألا يحصل بنفيكا على أى بطولة وأن تكون هناك خلافات بين اللاعبين” .
الساحرة أخبرت نوجويرا أيضا أنها تلقت مبلغا كبيرا من المال لتلقى بلعنتها على بنفيكا .
هذا الخبر تم نشره فى الصحيفة بتاريخ 27 فبراير الماضى ولم يعره أى أحد اهتماما ولكن بعد ما حدث لبنفيكا أصبح قطاع كبير من البرتغاليين يؤمن بهذه القصة .
ويذكر أن هذه ليست القصة الخرافية الوحيدة التى أثيرت حول بنفيكا وسقوطه المفاجئ فهناك قصة أخرى أثيرت حول لعنة تسبب فيها المدرب الأسطورى بيلا جوتمان والذى درب الفريق فى السنوات التى سبقت والتى تلت الحرب العالمية الثانية .
وكان اللاعب والمدرب المجرى يعد هو “ذا سبيشال وان” فى عصره وكان من النادر أن يبقى لعامين فى نفس النادى وبالرغم من ذلك فقد درب بنفيكا فى الفترة من عام 1959 إلى عام 1962 ويقال أنه عند رحيله وضع لعنة على العملاق البرتغالى .
وكان جوتمان فى نهاية موسم 1962 قد التقى بمسئولى بنفيكا وطالبهم بزيادة راتبه لأنه حقق نجاحات كبيرة للنادى لكن طلبه قوبل بالرفض وقد ادعى المدرب عند رحيله بأنه صنع لعنة وأن هذه اللعنة ستجعل بنفيكا لا يفوز ببطولة أوروبية لمائة عام من تلك اللحظة (أى حتى عام 2062) وحتى الآن لم يتمكن بنفيكا من إثبات كذب جوتمان حيث وصل بنفيكا إلى سبع نهائيات أوروبية بعد ذلك فى أعوام 1963 و 1965 و 1968 و 1988 و 1990 و 2013 وخسرها جميعا .
ويصدق الكثير من الناس فى بنفيكا أمر هذه اللعنة حتى أنه فى عام 1990 وقبل نهائى البطولة الأوروبية والذى أقيم فى فيينا حيث يرقد جثمان المدرب الأسطورى قام أغلب البرتغاليين وعلى رأسهم أسطورة البرتغال أوزيبيو بآداء الصلاة من أجل أن تكسر اللعنة ويتمكن بنفيكا من الظفر ببطولة أوروبية .
ونحن فى هاى كورة نرى أن كل هذا هو مجرد أوهام و خرافات فالساحرة الحقيقية هى كرة القدم التى لا تعرف المستحيل ولا أمان لها فكم رأينا من فرق عظيمة تنهار وتعود ثم تنهار من جديد والله وحده هو من بيده الخير أو الشر و فى النهاية لا يسعنى إلا أن أقول : “كذب المنجمون ولو صدقوا” .
شاهد الخلاف الذى حدث ما بين كاردوزو ومدربه فى مباراة الأمس
محمد بدرة – هاى كورة
الاخبار