• FaceBook
  • Twitter
  • rss

تابعنا على تويتر

ريال مدريد وباريس سان جيرمان.. هل خروج فالفيردي سبب لكل ذلك؟

هاي كورة_ مشكلتي الوحيدة مع النظام الإحصائي في كرة القدم والحسابات بشكل عام هي كيفية الحساب من الأساس، بإقتصار الإهتمام فقط على مُسجِل الهدف وصانعه؛ رغم أنه في الأساس وعلى الأغلب، لن يتم صنع أسيست أو تسجيل هدف بدون عمل المنظومة ككل.

في كل منظومة يتواجد ما هو قائد في كل شئ، دفاعيًا وهجوميًا، هذا اللاعب مع مدريد هو فالفيردي، منذ بداية الموسم مع زين الدين زيدان ما يفعله فالفيردي نادر الحدوث وأحد مظاهر الكمال فعليًا، ومع ذلك إحصائيًا لم يأخذ حتى نصف حقه الفعلي في 12 مباراة لأنه سجل هدفين فقط حسب النظام الإحصائي التقليدي، وهذا هو الخلل الذي قرر راينارتز وهيجلير معالجته بوضع نظام جديد يهتم بكل شئ يحدث على أرض الميدان.

يحكي ماتياس ساينز خبير البرمجيات أن راينارتز إتصل به ليخبره بالحضور في بيته، الإثنان كانا لاعبين لليفركوزن وهيرتا بيرلين على الترتيب، راينارتز قضى الأيام الماضية في تحليل العديد من المباريات وأيقن أخيرًا أن فكرته قابلة للتحقيق؛ حيث أن أهم شئ في اللعبة هو التمرير، وتطور الأمر بعد ذلك لحساب الجهد المبذول ونسبة نجاحه، مثلًا التمرير، أهمية كل تمريرة تتوقف على العدد الذي تخطته من لاعبي الخصم للأمام، ومدى نجاح إيصال الكرة لصانع الهدف أو لمُسجِله، وسنطلق على تلك القيمة معدل التخطي أو الـ Packing Rate.

على سبيل المثال في الأمس، سجل فالفيردي أعلى معدل جَري (إنطلاقات) حدث في مباراة منذ بداية الموسم في 74 دقيقة فقط، بالتالي سيأخذ 4 نقاط، أما صاحب أي هدف يُحسَب له 3 نقاط، وبنزيما سجل هدفين فسيأخذ 6 نقاط، وصانعه يُحسب له إثنين، بالتالي سيأخذ فالفيردي عدد نقاط أكثر من صانع الهدف لمساهمته الأكبر فعليًا في الهدف أكبر من صانعه.

بالأمس ريال مدريد ضد باريس سان جيرمان لعب مباراة تُعتبر هي الأفضل لمدريد منذ بداية الموسم بقيادة زيدان، من حيث الضغط تحديدًا؛ حاول ريال مدريد إخراج من يستلم الكرة من جانب باريس عن اللعبة بأكملها، ذلك من خلال الإحاطة الكاملة بلاعب أو إثنين لمُستلِم الكرة الباريسي، بل وتغطية اللاعبين بلاعبين آخرين كي لا يتم إستغلال المساحة المتولدة بسبب الضغط، وبسبب سرعة الرتم والتحولات الهجومية وعدم فقد الكرة بسهولة بين الخطوط.

كان الرد من توخيل أنه حول خطته من 4-3-3 إلى 4-3-1-2، ذلك بعد ثلث ساعة فقط من بداية المباراة، توظيف مبابي و دي ماريا على الخط في البداية كان لإستغلال المساحة خلف المدافعين، تحديدًا خلف كارفخال ومارسيلو، ولكن بعد ذلك تم وضع دي ماريا في العمق، لصنع الأريحية لإيكاردي؛ إيكاردي من أسوء المهاجمين الذين يلعبون خارج منطقة الجزاء ومن أفضلهم داخل المنطقة، لذا وجب إضافة لاعب يجعل إيكاردي في المقدمة دائمًا، ومن هنا جاء دور فالفيردي، ليس فقط بمراقبة دي ماريا رغم أنه نجح في ذلك، بل أيضًا بالخروج بالمرتدة على اليمين ومساندة كارفخال دفاعيًا وهجوميًا، ومساندة الهجوم بالكرات الهوائية.

لاحظ فالفيردي أن دي ماريا لا يعود لمساندة زملائه دفاعيًا في الوسط، فإستغل وجود ماركينيوس في عمق الملعب الباريسي، فقرر الضغط على حامل الكرة في منطقة الوسط مع كاسيميرو والخروج بالمرتدات.

لماذا إيسكو في تلك المباراة؟

طريقة بناء الهجمة لباريس كانت بتأخر ماركينيوس بين قلوب الدفاع أثناء تمرير الكرة للخروج بها، فكان المراقب والملاصق له أثناء تلك العملية هو إيسكو، ليس فقط للضغط وقطع الكرة، بل أيضًا لتمركزه الجيد بين الخطوط وإستغلال الكرة بمرتدة قريبة بين لاعبي مدريد، خصوصًا ناحية مارسيلو وهازارد على اليسار، بهذا لم نجد عملية الربط بين الخطوط لباريس طيلة اللقاء تقريبًا.

نيمار كان الحل بالنسبة لتوخيل الذي أدخله بدلًا من جايا، الرد غير المقبول من زيدان هو خروج فالفيردي في الوقت الذي يحتاج فيه للحفاظ على النتيجة، هنا تحديدًا نعرف أهمية فالفيردي، حيث إنطلق مونييه في الهدف الأول لباريس في أنصاف المساحات بين مارسيلو وراموس، وإنطلق مبابي في لقطة الهدف الثاني من نفس المنطقة.

بنزيما قدم مباراة رائعة هو الآخر، بنزيما بشكل عام هو أفضل مهاجم في العالم مناصفةً مع ليفاندوسكي منذ بداية الموسم. مباراة بأكملها رائعة قدمها زيدان بعيدًا عن النتيجة. الأهم من نتيجة مباراة هو بوادر النجاح التي ظهرت بوضوح على منظومة زيدان، والتي ستظهر بوضوح على نتائج مدريد في القادم. إنتهى التحليل.




جميع الحقوق محفوظة لـ هاي كورة © 2024