هل ميسي هوا مشكلة الأرجنتين فعلاً؟

هاي كورة_

مشكلة جماهير كرة القدم الأن أن معظمهم أصبحت رؤيته سطحية جداً جداً للأمور, لا يريد التعمق في التفاصيل, ولا يتيح لك الفرصة لإيضاحها حتي, تقريباً لا مجال لتبادل الأراء خاصة عندما يتعلق الأمر برونالدو وميسي, فالأول مزهرية والأخر الأعظم في التاريخ أو العكس, ولا يوجد وسطية أبداً..

هناك نقاط كثيرة يمكننا التحدث عنها قبل إلقاء اللوم علي ليو “بعيداً عن إستحقاقه في النهاية أم لا” ولكني أتحدث عن عملية النقد منذ بدايتها, هل حللت كافة الأمور والتفاصيل وإنتهيت إلي ذلك الحكم الخاص بك؟, أم لمجرد كونه ليو فنظرت إلي لوحة النتائج وبعض الأرقام الخاصة بإحصائيات لا تُسمن ولا تُغني من جوع وقررت الإنتقاد؟!.

شخصياً اُرجح الأخيرة, لإنك إن حاولت التعمق بالتفاصيل فستجد فريق مُفكك جداً, بلا شكل فني واضح, أو بالأحري أفكار كانت بحاجة إلي المزيد والمزيد من الوقت, وذلك مسؤلية الإتحاد الأرجنتيني الذي تأخر كثيراً في تعيين سامباولي, كذلك في الرجل شخصياً الذي يُقدس اسلوبه حتي وإن لم يتشربه الفريق بشكل كافي وحتي وإن لم تكن العناصر مناسبة لذلك!.

حتي جودة الخط الأول والثاني, لا ينظر الجميع إلي مدي ضعفهم في التدرج بالكرة وتطبيق افكار سامباولي, في الصورة الأولي ليو يتمركز بشكل مميز جداً وينتظر الكرة ولكن مرت دقائق كثيرة والرجل كالمتفرج والكرة تدور بين أقدام لاعبي الخط الخلفي! حتي قرر شخصياً النزول “في الصورة الثانية” ليستلم الكرة شخصياً من لاعبي الخط الأول!! إذا كانت الأولوية أن تنقل كرة لفريق إلي الثُلث الأخير فمتي ستكون لك فاعلية من الأساس علي المرمي وأنت لست قريباً منه حتي!!.

الفرق بين البرتغال والأرجنتين في رأيي كبير جداً لصالح البرتغال رغم سوء عناصر الفريقين بل وأفضلية “لأسماء” الخط الأمامي الأرجنتيني, لكن الأفضلية لا تُحسم فقط بالأسماء بل هناك أمور أعمق سأحاول توضحيها لكم في نقاط سريعة..

1- الضغط: في كل بطولة قارية يتم ترشيح الأرجنتين للقب, فقط لأنها الأرجنتين, يعتقد الجميع بأن الأسم يكفي, وكأن إسم البرازيل إستطاع إنقاذها من سباعية مُذلة أمام جماهيرها!!, ولكن ذلك الضغط الذي يصاحب المنتخب أكبر من البرتغال الذي يدخلون أي بطولة قارية بدون أي ترشيحات وذلك يجعل اللاعبين أقل تعرضاً للضغط.

2- الإستقرار الفني: هناك إستقرار كبير في البرتغال, نفس المدرب وتقريباً نفس التشكيلة منذ أكثر من عامين, بل وهناك خطة واضحة للفريق, سانتوس يعتمد علي التحولات وأقنع لاعبيه بالفعل أنهم أقل جودة وقدرات من الخصم اياً كانت هويته, فبالتالي هناك وضوح تام للأفكار, وهناك وعي تام بالجودة ونهج واضح يسير عليه الفريق, عكس الأرجنتين تماماً, الأمور فوضوية هناك, لا يوجد رسم واضح أو إستقرار أو حتي نهج معين يسير عليه الفريق ككل!!.

3- المجد الفردي السابق: البرتغال لا تملك لاعب تاريخي حقق لقب قاري للمنتخب لذلك أرقام رونالدو ومساهمته الحالية “إعجاز” يستحق عليها المديح طبعاً لأنها خرافية بالفعل, ولكن البرتغال تعشق رونالدو وتُمجده كثيراً.. علي النقيض مجد مارادونا السابق وتحقيقة للمونديال “علي الرغم من إعترافه شخصياً بأنه عندما كان سيئاً تلقي المساعدة من فالدانو وغيره” ولكن ضغط كبير علي كاهل ميسي لتحقيق لقب أو تسجيل هدف بعد مراوغة 11 لاعب مثل مارادونا. مع ضرب بتطور كرة القدم والأساليب والتكتيكات عرض الحائط!.