• FaceBook
  • Twitter
  • rss

تابعنا على تويتر

تحليل رقمي مفصل.. أسباب ترنُح ريال مدريد والمستوي الكارثي.

هاي كورة_إذا توجه شخص ما بالحديث إليك عزيزي القارئ بداية هذا الموسم وقال بأن مدريد سيكون متخلف عن المتصدر بـ 16 نقطة وسيقدم أسوء الأداءات الجماعية والفردية له منذ سنوات, بالتأكيد ستضحك كثيراً وتصفه بالجنون مهما كان إنتمائك أو توجهك. فما رأيناه من مدريد العام الماضي يُوحي بفريق سيأكل الأخضر واليابس وسيحتل أوروبا لسنوات, ولكن ماذا حدث الأن؟.

“الـحماية”.
– زيدان مدرب مميز وأثبت ذلك عدة مرات “علي الرغم من تحفظي الشخصي تجاهه في بعض النقاط”, حقق المطلوب وأعاد الإستقرار للفريق وتقريباً حقق كل شيء ممكن وأضاف هيبة فوق هيبة مدريد, وبعيداً عن نجاحات زيدان كمدرب مع الفريق ولكن أسطورية زيدان كلاعب أعطته مناعة ووقاية من الصحافة وإنتقادات الإعلام ووفرت له البيئة المُثلي للعمل, والدليل علي ذلك ما يحدث حالياً وخمول الصحافة مقارنة بما حدث مع بينيتز علي سبيل المثال.

فـعندما أُقيل بينيتيز في 2016 مثلاً وبعد 18 جولة حينها حصد الفريق 37 نقطة وكان يحتل المركز الثاني (-5) خلف برشلونة. أما الأن وفي هذا الموسم وبعد ذات العدد من الجولات 18 جولة حصد ريال زيدان 32 نقطة فقط (-16 مع مباراة مؤجلة) خلف برشلونة!!. لا أتحدث هنا عن إقالة زيدان وسط الموسم ولكن مجرد مثال علي الحماية والدعم التي يتلقاها المدرب مما جعلته أكثر خمولاً من أي وقت مضي, فلـا الفترة الحالية ولا أداء اللاعبين الحالي والظروف المحيطة تسمح بتلك الكمية المبالغ فيها من الهدوء “المُستمد من هدوء البيئة حوله وكأن شيء لم يحدث!”.

“الـشبع وعدم وضوح الهدف”.
– في العام الماضي مدريد حقق أكثر من 30 نقطة في عمر اللقاء الأخير, وهذا إن دل علي شيء فهو يدل علي مدي الرغبة الكبيرة التي يمتلكها اللاعبون ومدي كراهيتهم وعدم تقبلهم للخسارة, اللعب من أجل الفوز والإيمان بتحقيقه ولو في اخر الثوان بل والأهم هوا وضوح الهدف, فهناك ليجا لم يظفر بها الفريق منذ سنوات وكذلك تحقيق إنجاز الأبطال الغير مسبوق. أما الأن فاللاعبون كالقواقع الفارغة تماماً, بلـا روح وبلـا شغف والأهم هوا عدم وجود هدف واضح, فلا هناك دافع للإستمرار والمقاتلة في الأبطال التي تحققت مرتين متتاليتن, ولا هناك إهتمام واضح بالليجا التي حُسمت من دورها الأول!

“فشل التكتيك وسوء مستوي الأفراد”.
– أثبتت خطة الداياموند نجاها الكبير بعدما حصد الفريق بها الأخضر واليابس الموسم الماضي ساعدها في ذلك مستوي لاعبي الوسط المميز وكذلك الأظهرة., زيدان يعتمد علي الأظهرة بشكل كبير وليس في صناعة الأهداف فقط بل حتي كوسيلة للهروب من ضغط الخصم في الوسط, وإعطاء الفريق كثافة هجومية وعددية علي الخصم دائماً وخاصة علي الأطراف التي تكون مواجهة الخصم فيه بأقل عدد من لاعبيه. أما الأن فتمر الأظهرة ولاعبي الوسط بفترة إنحدار مستوي غريب جداً هدم أفضلية الدايمانود وجعل الفريق في حال يرثي لها, ففي العام الماضي كان مارسيلو أكثر ظهير في العالم صناعة للأهداف بواقع 11 صناعة, وكان كروس هوا أكثر لاعب وسط صناعة للأهداف أيضاً خاصة من الكرات الثابتة بواقع 12 هدف, أما الأن فيعاني هاذان اللاعبان تحديداً من إنحدار فني غريب وبالتحديد بدني, فليسوا قادرين علي الركض حتي وإستغل مدريد أظهرته وكرات كروس الطويلة هذا الموسم في 3 أهداف فقط بعدما أشتركوا في أكثر من 20 هدف العام الماضي, 14 فريق في الليغا أفضل منه و 2 فقط مثله.!!.
سوء مستوي الأظهرة أثر سلباً علي الفريق, فبعد نسبة نجاح تخطت الـ 80% العام الماضي وبلغت نسبة إستغلال تلك العرضيات إلي 80,6%, هذا الموسم فقط إيبار (345) لديه عرضيات فاشلة أكثر من ريال مدريد (336)!!!!.

“إنهيار الأشواط الثانية”.
– من ضمن عوامل تفوق مدريد العام الماضي هوا وجود بنك إحتياطي قوي وعمليات مداورة متمرة جعلت الفريق في حالة مميزة جداً علي الصعيد البدني, فختم الموسم بشكل قوي جداً وأثبت صلابة في مبارات إمتدت للـ 120 مثل بايرن العودة في الأبطال, أما هذا الموسم فإنحدر تأثير الفريق في الشوط الثاني بواقع 40%!, ليخسر مدريد معركة الشوط الثاني ذهنياً وبدنياً, فإذا تم قياس الليجا علي الأشواط الأولي فقط لكان مدريد متصدراً ولكن سوء المستوي الذهني والبدني في الأشواط الثانية جعل الفريق في هذا المأزق, فلا أصبح الفريق قادر علي العودة في النتيجة أو حتي المحافظة علي تقدمه!.

“السـوق السيء”.
– في مدريد تم خروج خاميس الذي إشترك في 15 هدف ما بين تسجيل وصناعة العام الماضي, وكذلك موراتا صاحب الـ 25 هدف, وكذلك ماريانو الذي أحرز الموسم الماضي عدد أهداف كريم حتي الأن!, وعدم تعويض المغادرين بلاعبين بنفس المستوي أو حتي علي نفس القدر من الثقة لإعطائهم الدقائق, فحتي جاريث بيل وعلي الرغم من عدم مشاركته هذا الموسم في 60% من مباريات الفريق فهوا أفضل لاعب حتي الأن فقد إشترك في 15 هدف ما بين تسجيل وصناعة! وإستطاع فقط في دقيقتين ضد سلتا فيجو إحراز نفس رصيد كريم من الأهداف طوال الموسم!.

كل الأمور كان سببها الأساسي إستهتار ومكابرة تبعها عناد وعنجهية وتعنت أدت إلي زعزعة نفسية وكارثة بلا داعي مما جعل مشروع الفريق في نظر البعض مهدداً بالفشل.




جميع الحقوق محفوظة لـ هاي كورة © 2024