• FaceBook
  • Twitter
  • rss

تابعنا على تويتر

الفيس بوك والنعام سبب مجزرة ملعب الدفاع الجوى !

الدفاع الجوى

الفشل والتمزق والنفاق والكذب والخداع هو إسلوب حياة فى مصر فى مختلف المجالات فكان طبيعيا ومتوقعا أن تحدث مجزرة وماسأة جديدة مثل التى حدثت فى بورسعيد منذ ثلاثة أعوام.

 

ولن نتحدث فى هذا التقرير الحزين عن ملابسات ماحدث ومن المتسبب فهذا لايهم المصريين فلقد إعتادوا فى السنوات الأربعة الماضية على مثل تلك الأحداث ولكن بصور مختلفة وأماكن متعددة فلم يعد حاضرا فى ذاكرة المصريين سوى مجرد صور ورواسب من أحداث والتواريخ تاهت فى دهاليز الحياة اليومية البسيطة.

 

ولكن هناك بعض المشاهد سنذكرها للجميع حتى تدركوا مدى حجم الماسآة ولنبدأ بالعالم الإفتراضى عالم صفحات التواصل الإجتماعى فصفحات الفيس بوك المؤيدة للأهلى والزمالك وكلها معروفة وبالإسم تظل طوال العام تشعل فتيل الفتنة والمؤامرة والأزمات بين جماهير كرة القدم المصرية وتؤجج مشاعر الغضب وعند حدوث الكوارث تجد دموع التماسيح وصور الحداد والندم على ماحدث وتجدهم يعتذرون لبعضهم البعض وتظل الأجواء وردية إلى أول معاد لمباراة كرة قدم وبعدها تجد السباب والشتائم ومثل هذه الصفحات أصبحت كوميدية حتى فى حدادها لأنها لم تعد يصدقها أحد بسبب إنها تكرر نفس الأفعال الصبيانية دون حساب لأنها تشعل نار الفتنة وإن المسئولين عنها سيحاسبون أمام الله على فعلتهم الكريهة والتى بسببها سيتساوون مع مرتكبى المجازر.

 

ونظل فى عالم التواصل الإجتماعى فنجد من غرائب اللعبة فى مصر أن الكثيرون يهاجمون الزمالك على خوضهم المباراة ضد إنبى أثناء الإشتباكات ويؤكدون أن الزمالك كيان فاسد ولاعبوه وإدارته كاذبون مع العلم أن الأهلى لم يكترث أيضا لمثل هذه الأحداث وخاض المباريات ولم ينسحب من أى مسابقة بل وإنه خاض مباراة المصرى البورسعيدى وهذا موقف محترم من إدارة الأهلى مثل موقف الزمالك بالظبط مع العلم أن هؤلاءالمتعصبون شاهدوا الأهلى وهو ينسحب من كأس مصر بسبب مشاكل تسويقية ولم ينسحب بسبب ذكرى الشهداء أو شيء من هذا القبيل  وحتى تكتمل الميلودراما نجد أن من هاجم الزمالك من جماهيره أو من جماهير الخصم تابع المباراة بإهتمام شديد وتفاعل مع أحداث اللقاء ولكن تجده أمام شاشات الفيس بوك وتويتر يندب ويبكى ويتباكى ولكن هذا جزء من الخداع الذى يخدع فيه الكثير من المصريين أنفسهم .

 

وفى العالم الإفتراضى سنجد أن بعض التيارات السياسية تتباكى وتحاول إستغلال ماحدث على إنه تقصير من الحكومة من أجل بعض المكاسب السياسية الرخيصة مع العلم أن الحكومة هى الاخرى قصرت تقصير شديد عندما سمحت بدخول الجماهير فى تلك الفترة لأنه كان من المفترض عدم دخول الجماهير قبل إنهاء ظاهرة روابط المشجعين التى للأسف تسببت فى إشعال المزيد من الحرائق الرياضية والكروية .

 

وكى تتأكدوا من الحديث وإذا إنتقلنا للعالم الحقيقى ستجد كل مقاهى ومنازل ومتاجر مصر كانت متفاعلة مع أحداث المباراة وكانت مابين فرح شديد وحزن شديد بنتيجة المباراة ولم يسأل أحد نفسه وهو يتفاعل مع أحداث المباراة لماذا كل هذا الغل والحقد والكراهية بيننا ولماذا أوصلنا أنفسنا لمثل هذه المرحلة ولماذا تحولت كرة القدم لبحر من الدماء .

 

الكل مسئول عن تلك الجرائم والكوارث التى تتعرض لها مصر عموما والرياضة خصوصا لأننا نجيد النفاق وووضع رؤوسنا فى النعام فبعد كل كارثة نبكى ونتباكى ونقوم بحضن بعضنا البعض دون حل حقيقى وتتكرر الماسأة وتتكرر الأحداث والحكومات تخطيء والجماهير تنقاد للخراب والمسئولون عن كرة القدم المصرية يواصلون التعرى أمام المصالح والإعلام يبحث عن السبوبة والشعب ينظر للمسرحية الهزلية الدرامية ويصفق لهذا ويدمع لهذا وتستمر الحياة وتتواصل اللعنة وهذا يتاجر بالدم وهذا يتاجر بالحديث والنهاية معروفة لكل متدبر عاقل ولأننا سنظل نضع رؤوسنا فى الرمال سنظل نتابع المزيد من الدماء .

 

 

محمد أشرف_ هاى كورة




جميع الحقوق محفوظة لـ هاي كورة © 2024